احب حضور الأفراح والمشاركة فيها ولكن دايما اشعر بنوع من الشفقة على العروسين ... تشمل عادة طقوس الأفراح في الغرب التعهد العلني من الطرفين بالحب والود والرعاية .. إلى الأبد! في الشرق نفس الفكرة تسود ومع وجود وكلاء للعريس والعروس بكتب الكتاب بطريقة تذكرني بصفقات دمج الشركات. شراء ودمج الشركات هي المادة التي أقوم بتدريسها منذ سنوات ولذا اتجه الى تحليل فكرة الزواج من منظور مشابهة لأفكار دمج الشركات. طرق دمج الشركات تشمل الشراء acquisition وهنالك أيضا فكرة الملكية المشتركة لشركات او المشروع المشترك joint venture او JV.
نعود الى الزواج، تقليديا وتاريخيا الفكرة الأساسية في الزواج هي تعهد الزوجين باقامة شراكة حصرية : عاطفية... اجتماعية... أسرية ..اقتصادية .. جنسية! بدأت فكرة الزواج أساسا لتحقيق احتياجات بيولوجية للجنس والسلالة. الجنين البشري يتطلب عناية لسنوات طويلة ولهذا استمرار وحماية السلالة تتطلب مجهود و رعاية من الذكر والأنثى معا. عندما أنظر الى العالم القديم او الانسان البدائي بمنظور افكار إدارة الأعمال ودمج الشركات، الزواج كان فعلا فكرة عظيمة، زواج بعد البلوغ بسنوات قليلة، متوسط أعمار منخفض، أخطار متعددة، نسبة وفاة أطفال مرتفعة ... أهداف الانثى والذكر كانت محدودة جدا: الطعام، الأمان، الجنس، الذرية!
تقدمت الإنسانية ووصلت الى عصرنا الحالي وما صاحبه من تقدم طبي واجتماعي واقتصادي. احصائيات الزواج في العالم تشير الى انخفاض نسب الزواج وبالذات في الدول المتقدمة. تتحول تدريجيا أهداف الزواج في المجتمعات المتقدمة من الجنس والسلالة الى المشاركة الحياتية. صاحب الانخفاض في نسب الزواج في الغرب ارتفاع في نسب الطلاق. عندما انظر بمنظور إدارة الأعمال وفكرة ال JV أو المشروع المشترك ارى ان هذا شيئ طبيعي وربما صحي. عند إنشاء JV يتفق الطرفان على طرق حله، لأن نجاح واستمرار ال JV يتطلب استمرار وجود ما نسميه value added أو القيمة المضافة بمعنى ان كل من الطرفين يقدم للآخر شئ إضافي وفي حالة توقف تقديم القيمة الإضافية يتم حل المشروع بالطرق المتفق عليها.
نعود الى دول الشرق ونجد أمامنا تغيرات عديدة، اولا ارتفاع متوسط الأعمار وانخفاض معدلات وفاة الأطفال وهذا يعني ان ما كان شراكة تدوم ما بين عشر او عشرين سنة وحمل وولادة كل عام تحول الى شراكة اطول وعدد أطفال اقل.... تغيرت طبيعة الحياة، لم يعد الذكر المسئول الأول عن الحماية البدنية مثل الإنسان البدائي ولم تعد الأنثى مشغولة بحمل وأطفال تولد واطفال تمرض وتموت. يستمر الزواج في بعض الحالات في الشرق كصفقة بيع acquisition وهذا امر معروف ومحزن ولكن لن اتعرض له هنا وأركز على فكرة الزواج الذي يتم برغبة الطرفين وفكرة المشروع المشترك JV.
اذا نظرنا الى الزواج بفكرة المشروع المشترك يتحتم علينا أيضا ان لا ننظر بالضرورة الى الطلاق كفشل للزواج. الطلاق ماهو الا نهاية لل JV ومع التطور الاجتماعي وتغيير الأهداف وتغيير مقاييس الطلاق شيئ طبيعي وأفضل من الاستمرار في JV لا يحقق value added او قيمة إضافية. لماذا نبدأ بالحديث عن الطلاق قبل بداية الحديث عن أهداف الزواج العصري في الشرق؟ سبب أساسي واحد وهو قناعتي الكاملة أن تغيير الأهداف شي طبيعي وان أهدافك اليوم كشاب أو شابة في العشرينيات أو الثلاثينيات لن تستمر نفسها على مدى حياتك. الاحتياجات تتغير ومن الطبيعي أن تتغير الأهداف ... من المستحيل في مجتمعنا الحالي أن نتنبأ باحتياجاتنا وأهدافنا لباقي حياتنا. مع تغير الأهداف قد نجد الطرفين قادرين على التواكب أو غير راغبين او قادرين. هل نرغم أحد الأطراف على عدم تغيير أهدافه او أهدافها او قبول استمرار علاقة لا تضيف المطلوب؟
الجاذبية الجنسية و الغرائز البيولوجية أمور طبيعية كاحتياجات وأهداف من المشروع المشترك JV وقد تكفي لفترة محدودة، كذلك أهداف الاستقلال عن الاسرة وبناء بيت وحياة اجتماعية مع وجود توافق بين الطرفين كلها أهداف مشروعة. ولكن مع تطور المجتمع، نجد أهداف الجزء الأعلى من هرم مازلو للاحتياجات مثل عزة النفس وتحقيق الذات تسيطر على الوجدان وتصبح السبب الأساسي لسعادة او تعاسة الانسان.
ما هو الحل إذن؟ هل الحل هو تجنب الزواج مثل ما ارى من العديد من أصدقائي ومعارفي في العشرينات والثلاثينات؟ قبول فكرة ان الأهداف قابلة للتغيير أمر في غاية الأهمية لأنه يعني ان علاقة زوجية استمرت عدة سنوات وانتهت بالطلاق لا يعني بالضرورة أن العلاقة كانت فاشلة. يقاس النجاح والفشل باي شي في تحقيق الأهداف. قدرتنا كبشر على توقع رغباتنا المستقبلية المتغيرة وقدرة الآخرين على تحقيق هذه الأهداف المستقبلية أمور غاية في الصعوبة. الأمر الهام هنا هو الصراحة والوضوح بين الطرفين قبل الإقبال على الشراكة. أعي تماما أن هنالك العديد من التعقيدات المتعلقة بالأطفال ولكن أحد الدروس التي نراها في الغرب مع ارتفاع نسب الطلاق إن سعادة ونجاح الأطفال ليست مرتبطة باستمرار زواج والديهم او طلاقهم إذا لم يكن الطلاق مليئ بالمشاجرة والخناق والمشاكل الاقتصادية.
الملخص: حدد أهدافك في منظور خمس او عشر سنوات وكن صريح مع الطرف الأخر وحاول الاتفاق بالتفصيل عن كيفية فك الشراكة اذا وصلت لهذه المرحلة. هل هذا كلام عقلاني او حكيم أو عملي؟ هو ليس سهل بلا جدال ولكنه أفضل من الخوف الأبدي من الارتباط أو الارتباط المبني على احتياجات أسفل هرم مازلو ( اكل شرب أمان جنس أولاد) وبعدها بسنوات قليلة تجد نفسك تعيس لأن احتياجاتك من اعلى الهرم.
نعود الى الزواج، تقليديا وتاريخيا الفكرة الأساسية في الزواج هي تعهد الزوجين باقامة شراكة حصرية : عاطفية... اجتماعية... أسرية ..اقتصادية .. جنسية! بدأت فكرة الزواج أساسا لتحقيق احتياجات بيولوجية للجنس والسلالة. الجنين البشري يتطلب عناية لسنوات طويلة ولهذا استمرار وحماية السلالة تتطلب مجهود و رعاية من الذكر والأنثى معا. عندما أنظر الى العالم القديم او الانسان البدائي بمنظور افكار إدارة الأعمال ودمج الشركات، الزواج كان فعلا فكرة عظيمة، زواج بعد البلوغ بسنوات قليلة، متوسط أعمار منخفض، أخطار متعددة، نسبة وفاة أطفال مرتفعة ... أهداف الانثى والذكر كانت محدودة جدا: الطعام، الأمان، الجنس، الذرية!
تقدمت الإنسانية ووصلت الى عصرنا الحالي وما صاحبه من تقدم طبي واجتماعي واقتصادي. احصائيات الزواج في العالم تشير الى انخفاض نسب الزواج وبالذات في الدول المتقدمة. تتحول تدريجيا أهداف الزواج في المجتمعات المتقدمة من الجنس والسلالة الى المشاركة الحياتية. صاحب الانخفاض في نسب الزواج في الغرب ارتفاع في نسب الطلاق. عندما انظر بمنظور إدارة الأعمال وفكرة ال JV أو المشروع المشترك ارى ان هذا شيئ طبيعي وربما صحي. عند إنشاء JV يتفق الطرفان على طرق حله، لأن نجاح واستمرار ال JV يتطلب استمرار وجود ما نسميه value added أو القيمة المضافة بمعنى ان كل من الطرفين يقدم للآخر شئ إضافي وفي حالة توقف تقديم القيمة الإضافية يتم حل المشروع بالطرق المتفق عليها.
نعود الى دول الشرق ونجد أمامنا تغيرات عديدة، اولا ارتفاع متوسط الأعمار وانخفاض معدلات وفاة الأطفال وهذا يعني ان ما كان شراكة تدوم ما بين عشر او عشرين سنة وحمل وولادة كل عام تحول الى شراكة اطول وعدد أطفال اقل.... تغيرت طبيعة الحياة، لم يعد الذكر المسئول الأول عن الحماية البدنية مثل الإنسان البدائي ولم تعد الأنثى مشغولة بحمل وأطفال تولد واطفال تمرض وتموت. يستمر الزواج في بعض الحالات في الشرق كصفقة بيع acquisition وهذا امر معروف ومحزن ولكن لن اتعرض له هنا وأركز على فكرة الزواج الذي يتم برغبة الطرفين وفكرة المشروع المشترك JV.
اذا نظرنا الى الزواج بفكرة المشروع المشترك يتحتم علينا أيضا ان لا ننظر بالضرورة الى الطلاق كفشل للزواج. الطلاق ماهو الا نهاية لل JV ومع التطور الاجتماعي وتغيير الأهداف وتغيير مقاييس الطلاق شيئ طبيعي وأفضل من الاستمرار في JV لا يحقق value added او قيمة إضافية. لماذا نبدأ بالحديث عن الطلاق قبل بداية الحديث عن أهداف الزواج العصري في الشرق؟ سبب أساسي واحد وهو قناعتي الكاملة أن تغيير الأهداف شي طبيعي وان أهدافك اليوم كشاب أو شابة في العشرينيات أو الثلاثينيات لن تستمر نفسها على مدى حياتك. الاحتياجات تتغير ومن الطبيعي أن تتغير الأهداف ... من المستحيل في مجتمعنا الحالي أن نتنبأ باحتياجاتنا وأهدافنا لباقي حياتنا. مع تغير الأهداف قد نجد الطرفين قادرين على التواكب أو غير راغبين او قادرين. هل نرغم أحد الأطراف على عدم تغيير أهدافه او أهدافها او قبول استمرار علاقة لا تضيف المطلوب؟
الجاذبية الجنسية و الغرائز البيولوجية أمور طبيعية كاحتياجات وأهداف من المشروع المشترك JV وقد تكفي لفترة محدودة، كذلك أهداف الاستقلال عن الاسرة وبناء بيت وحياة اجتماعية مع وجود توافق بين الطرفين كلها أهداف مشروعة. ولكن مع تطور المجتمع، نجد أهداف الجزء الأعلى من هرم مازلو للاحتياجات مثل عزة النفس وتحقيق الذات تسيطر على الوجدان وتصبح السبب الأساسي لسعادة او تعاسة الانسان.
ما هو الحل إذن؟ هل الحل هو تجنب الزواج مثل ما ارى من العديد من أصدقائي ومعارفي في العشرينات والثلاثينات؟ قبول فكرة ان الأهداف قابلة للتغيير أمر في غاية الأهمية لأنه يعني ان علاقة زوجية استمرت عدة سنوات وانتهت بالطلاق لا يعني بالضرورة أن العلاقة كانت فاشلة. يقاس النجاح والفشل باي شي في تحقيق الأهداف. قدرتنا كبشر على توقع رغباتنا المستقبلية المتغيرة وقدرة الآخرين على تحقيق هذه الأهداف المستقبلية أمور غاية في الصعوبة. الأمر الهام هنا هو الصراحة والوضوح بين الطرفين قبل الإقبال على الشراكة. أعي تماما أن هنالك العديد من التعقيدات المتعلقة بالأطفال ولكن أحد الدروس التي نراها في الغرب مع ارتفاع نسب الطلاق إن سعادة ونجاح الأطفال ليست مرتبطة باستمرار زواج والديهم او طلاقهم إذا لم يكن الطلاق مليئ بالمشاجرة والخناق والمشاكل الاقتصادية.
الملخص: حدد أهدافك في منظور خمس او عشر سنوات وكن صريح مع الطرف الأخر وحاول الاتفاق بالتفصيل عن كيفية فك الشراكة اذا وصلت لهذه المرحلة. هل هذا كلام عقلاني او حكيم أو عملي؟ هو ليس سهل بلا جدال ولكنه أفضل من الخوف الأبدي من الارتباط أو الارتباط المبني على احتياجات أسفل هرم مازلو ( اكل شرب أمان جنس أولاد) وبعدها بسنوات قليلة تجد نفسك تعيس لأن احتياجاتك من اعلى الهرم.