تصعب قراءة هذا الكتاب الغريب على القارئ العادي وايضا على الباحث الأكاديمي وبينما يحاول الكتاب ان يظهر بصورة بحثية اكاديمية الا انه في الحقيقة موجه إلى القارئ العادي . بالنسبة للقارئ العادي، فإنه يشعر بالإرهاق بسبب الإشارات المتعددة باللغات المختلفة والكتابات والهوامش الوافرة والحواشي. بالنسبة للأكاديميين، فإنه بعيد تماما عن المنهج العلمي، يتجاوز نطاقه، ويفتقر إلى التركيز، ومليء بالآراء والتحيزات، وليس مقدمًا بطريقة تستحق وتتيح المراجعة النظيرية. استنتج أنه عبارة عن تجمع عشوائي للآراء يتم تقديمه على أنه اكاديمي وان الكتاب مصمم لإبهار وإرهاق القارئ العادي. الفرضية المحورية للكتاب هي أصول وتطور اللغة العربية أطروحة الكاتب ان اللغة العربية لم تكن مكتوبة وان لغة التواصل الاساسية كانت الارامية ما هي الا افتراض بعيد تماما عن العلم المثبت أو المتفق عليه من علماء اللغويات والتاريخ. هذه الأطروحة الضعيفة هي حجر الركن للكتاب ككل.
كريستوف لوكسنبرغ، الاسم المستعار الذي اختاره الكاتب لنفسه، يطرح افتراضاً بدون استناد أن المخطوطات المبكرة للقرآن كتبت بالكتابة السريانية الآرامية. بُني هذا الافتراض، بطبيعة الحال، على أطروحات الكاتب عن اللغة العربية ومن هذه الافتراضات انتقل الكاتب الى اكتشافاته و تفسيراته للقرآن. لا يوجد دعم لهذه الافتراضات بواسطة المخطوطات أو الأدلة الأثرية أو التاريخية. الأطروحة الحاسمة او المركزية التي يقدمها الكتاب هي أن القرآن لم يكن يقصد به أن يكون "كتابًا مقدسًا"، بل إنه مجموعة تواشيح او اناشيد طقوسية “مسيحية” للقراءة الجماعية. يدعم الكاتب هذه الفرضية بتحليل لغوي للكلمة العربية "قرآن" وعلاقتها بكلمات الآرامية السريانية وكيف أنه تم الخلط بين الصوت "يا" في الآرامية عند كتابة العربية بالصوت "أه". قفز الكاتب الى استنتاج عجيب كحقيقة مثبته بعد مراجعة سطحية لبعض الحجج الأخرى المماثلة. اختار الكاتب عدم التطرق إلى العديد من الاختلافات في السرد بين القرآن من جهة وما يشير إليه الكاتب بأنها الكتب المقدسة (الإنجيل العبري والعهد الجديد). اختار الكاتب ببساطة تجاهل جميع الإشارات في القرآن إلى إنسانية يسوع وإصرار القرآن على أن يسوع ليس إلهًا وأقنع نفسه بأنه هو المكتشف الأغر الذي يقوم بإصلاح المفاهيم المغلوطة منذ قرون.
يقدم الكاتب تحليلًا أكثر تأنًا ومصداقية لبعض الكلمات المستخدمة في القرآن ويقترح تفسيرات سريانية آرامية لها مثل "الرقيم"، "قسورة"، "عتل"، "زنيم". يعتبر تحليل النقاط أو النقاط على الحروف والروابط الممكنة بالآرامية في المخطوطات المبكرة أمرًا مثيرًا للاهتمام ولكنه بالطبع يحتاج الى المراجعة التاريخية النقدية بطرق أكاديمية علمية..
نصل الى أكثر نظريات الكاتب في العبث والتسلط على النصوص في تفسيره للكلمة العربية "يسر" و"يسرنا"، حيث يفرض قرائه سريانية ارامية على المعنى العربي الواضح المباشر للتسهيل والتيسير ويصر على أنها تعني "ترجمة". يستمر الكاتب ثم في اقتراح تفسيرات تقول أن. احتجت الى قدر عالي من الاصرار على تكملة قراءة الكتاب بعد هذه الفقرة العبثية الضعيفة.
ينسب الكاتب أجزاء من سورة مريم، تحديدًا الآية 19:24، إلى إنجيل مزيف غير قانوني يسمى إنجيل متى المنحول. يعود تاريخ هذا الإنجيل إلى حوالي 800 ميلادية، لذا يصعب ادعاء إن هذا الانجيل المزيف كان مؤثرًا في منطقة مكة قبل صدوره بحوالي 160-190 عامًا. لم يقدم الكاتب أي دليل على الصلة، ومع ذلك، تابع تقديم تفسيرات إضافية لسورة 19 استنادًا إلى افتراضاته غير المستندة وغير المدعومة. بطبيعة الحال اي مراجعة اكاديمية جادة ستجعل مثل هذه الافتراضات اضحوكة.
يتجاوز الكاتب تخصصه المعلن في اللغة السريانية الآرامية، ويقترح تصحيحات لكلمات عربية لم يربطها بأصول آرامية سريانية في فصل قصير بعنوان "تعبيرات عربية مسروقة". على الرغم من أنه يقدم حججًا مثيرة للاهتمام استنادًا إلى منطقه بشأن "تصحيحاته" لوضع النقاط في سورة 17:64، إلا أن نهجه يشير إلى ضعف منهجية البحث. يبدو أن الشروط المطلوبة لتغيير النصوص القرآنية هي فقط هوى الكاتب وآرائه الخاصة.
قال الكاتب بالنص في الفصل 15: "الآن بعد أن أصبح واضحًا من تحليل العينات الفردية للغة القرآن أن النص القرآني قد تم قراءته وتفسيره جزئيًا بشكل خاطئ من قبل العلماء العرب والمفسرين، فلن يكون من المستغرب أن تكون الآن مفاهيم عميقة في التقاليد الإسلامية، بل المحتويات الدينية، قد تم استندت جزئيًا إلى نص القرآن المساوم بالتسمية". تكشف هذه الجملة الغريبة عن منهج تعارضي بنية الهجوم على الإسلام متنكرًا في دراسة علمية نقدية للغة القرآن
يتناول الكاتب موضوع العذارى في الجنة، المعروفة بـ "حور العين"، ويقدم مناقشة مثيرة وشيقة وتبدو انها كانت بحث أو مقالة منفصلة تم دمجها في الكتاب. يبدو أن نهجه في هذا الجزء أكثر اعتدالًا وأقل انحيازًا وأكثر جاذبية. قدم الكاتب تفسير استند فيه الى اللغة السريانية الآرامية ان حور العين في الجنة تعني العنب الابيض وان فهم العذارى كان نتيجة قراءة خاطئة للنصوص القرآنية الأصلية.
وفي الختام، قدم الكاتب تحليلًا مفصلاً لسورتين قصيرتين، هما السورة 96 والسورة 108، وقدم حججًا مقنعة لاحتمال وجذور سريانية آرامية وتفسيرات معقولة. ثم، وبدون أدلة، قدم بشكل سخيف الرسالة الأولى لبطرس كمصدر لسورة 108 واقترح خطأ أن النص يستند إلى دعوة للمشاركة في القربان المسيحي وتناول الأوشية. لم يقدم الكاتب أي دليل على أهمية رسالة بطرس الأولى في تاريخ المسيحية السريانية من حيث عدد المخطوطات السريانية أو أي دلالة أخرى على التأثير. تم تقديم الصلة المزعومة بالقربان بدون أي دعم على الإطلاق.
من المؤكد أن العقود القادمة ستشهد زيادة في عدد الدراسات التاريخية النقدية الغربية لنص القرآن وأساسيات التاريخ الإسلامي. ينتمي العمل في هذا الكتاب لمدرسة الاستشراق بكل ما يحمله التعبير من سلبيات تجاة العرب بشكل عام والإسلام بشكل خاص، وبالاضافة هو عمل ركيك وضعيف بعيد عن المناهج العلمية في الدراسات النقدية التاريخية. هذا الكتاب ما هو الا تعبير عن آراء غير مستندة لشخص واحد، يتم تقديمها كانها دراسة علمية وهي ابعد ماتكون عن هذا.