Thursday, May 29, 2014

هي مسرحية و لا تزوير ...

بص يا حبوب انا سافرت خمس ساعات علشان أدلي بصوتي، لو حضرتك قاطعت علشان مسرحية حقك، الراجل اللي انا أعطيته صوتي خسر و لكن انا قابل النتيجة. 


بما انها مسرحية في رأيك، المنطق برضه يقول تزوير مش تزوير مش مهم، ولا ايه. 


حبيبي انا عارف العيوب و اللخبطة كويس من اول الدستور الذي يمنع من تزوج اجنبية او حمل جنسية اخري او أيا من والديه لغاية التعجيز في لم الف توكيل من  ١٥ محافظة و تقديم طلب مكتوب بحبر معمول من قلب هدهد يتيم و طبعا النفخ و التطبيل و التخويف ... و لكن رغم كده انا شاركت و صوت ... لجنتي طلعت لعبد الفتاح بحوالي ٩٠٪ و انا مصدق النسبة و مش معترض عليها ... لو كان في تزوير اللي اتزور هو صوتي انا ... حضرتك ما شاركتش في المسرحية! 


بما اننا ممكن نوافق أني مش جاهل او مُغييب و علي الأقل متابع يبقى لازم نشوف ليه انا قررت أشارك و أدلي بصوتي في ظروف بعيدة عن المثالية : الأسباب  مش معقدة أوي 


اول سبب هو احترامي للناس و الغالبية العظمي تعبت ولست قادر على الحديث عن الديمقراطية و في نفس الوقت أخذ موقف متعجرف و متعالي عن الناس. الأمن و الأكل و الشرب و اطمئنان الانسان على اسرته هي اهم حقوق الانسان و بغض النظر عن مين عمل مؤامرة ايه علشان يخوف الناس ، الناس عايزه كده .. ليس من حقي ان اسلب مواطن من حقه او رغبته لاعتقادي ان انا اعلم ما لأي علم هو، من أعطاني هذا الحق، و عن اي ديمقراطية و حقوق إنسان اتحدث اذاّ؟؟ 


السبب الثاني قناعتي ان الموجة الثورية و الشرعية الثورية انتهت برغبة الغالبية العظمى من الناس و اننا الان في مرحلة صراع بين الإصلاح من خلال الوسائل المتاحة و الحكم الفاشي و قناعتي ان عبد الفتاح السيسي سيكون رئيس مصلح رغم انه بعيد عن ما كنت افضل في رئيس لمصر في القرن الواحد و العشرين. اري ان المعارضة و رفض المشاركة من التيارات غير الاسلامية خطأ يقوي القوى الفاشية. علشان كده انا شاركت و اعتقد ان حمدين صباحي كان بطل حقيقيا في مشاركته. 


السبب الأخير هو ان اي بديل تقدمه المقاطعة أسوء كثيرا من الوضع الحالي و لا يوجد توافق و روؤية واحدة بين المقاطعين. ما يسمون أنفسهم بالاشتراكية الثورية وقفوا امام ثورة ايران الخضراء و رضوا بقمع الملايين علي يدي فاشية احمدي نجاد ؟ هل اعتمد علي هؤلاء في دليلي الي ديمقراطية و حرية؟ المقاطعون يمثلون العديد من التيارات من ليبرالية مثالية أكن لها كل الاحترام الي إسلاميين لا يؤمنون بسلطة الشعب، و لذا اجد ان احتمال الإصلاح و التقدم اعلى مع المشاركة. 


مرشحي خسر و انا راضي و متقبل السيسي رئيس و سأستمر في المشاركة الإيجابية و العمل علي تقدم بلدي و تحسين أحوالها ... و تحيا الانسانية 


ايمن عاشور

٢٩ مايو ٢٠١٤ 

Tuesday, May 20, 2014

ما بعد الثورة

الأغلبية العظمي من الناس ترغب في الأمان و الاستقرار، ربما كانوا مخدوعين، بس حقهم و لا انا و لا انت أوصياء عليهم! 

منذ اواخر ايام مبارك و الدولة في انهيار و احترام السلطة بفسادها غير موجود و لكن  الآن الصورة تغيرت برغبة الأغلبية من الشعب او حتي على الأقل برغبة أقلية كبيرة و ومؤثرة،  و هذه حقيقة واضحة أمامنا.

احتكار الدولة للعنف كأداة امر طبيعي في كل دول العالم،  و لكن هذا الاحتكار سقط اخر ايام مبارك و ايام المجلس العسكري و معارك محمد محمود و مجلس الوزراء و أوضح  مرسي برغبته في اعادة احتكار الدولة للعنف، و لكن لم يتمكن لعدة أسباب. اليوم و بالتحديد منذ التفويض و فض رابعة و الدولة مصممة على انتزاع حقها في احتكار العنف. و كان حظر التجول  يمثل مرحلة انتقال في قدرة الدولة على فرض سلطتها.

قانون التظاهر غير دستوري و لكنه و لايزال قانون و الدولة مصممة علي تطبيقه الي ان يتم تغييره او إسقاطه من قبل المحكمة الدستورية. 
الثورة و الموجة الثورية انتهت تماما، حقيقةً  تحققت بعض المكاسب و لكن، كثورة تسعي الي قيام نظام جديد، فشلت، و كان لهذا الفشل العديد من الأسباب، أهمها ميوعة أهداف الثورة،  و هذا ما سمح لأكبر رجعية على الساحة باعتلائها وتصدرها، جماعة السمع و الطاعة و من كانو يغنون : يا بديع يا بديع انت تأمر و احنا نطيع! 

 توافقنا كان في المعارضة فقط و ليس في الإيجابية، فشلنا في الالتفاف حول البرادعي لانه لم يكن يساريا بدرجة كافية و لم يكره اسرائيل و يرفض معاهدة السلام. 

كنا كمن يريدوا أن يذهب البواب ليحضر لهم طعام و لكن لم يتفقوا علي ما يريدون. و لا زلنا غير قادرين على الإتفاق.  ثورتنا سعدت بالمجلس العسكري و عصام شرف و محمد مرسي عند توليهم المسؤولية و لكن سرعان ما بدأت في رفضهم. الإيجابية و الاتفاق اصعب و النقد دائماً اسهل. 

انا ارفض التعذيب و الظلم و ارفض انتهاك حقوق الانسان و الإعدامات الجماعية و سجن النشطاء و لكننا فشلنا في بناء دولة جديدة فليس أمامنا الا الاعتماد على دولتنا بكل عيوبها في اعادة الأمن و الاستقرار الذي تطلبه الغالبية العظمي. 

مصر الان في مرحلة الإصلاح و الدعوة الى الإصلاح بالطرق القانونية المسموح بها فقط و التطاول علي هيبة الدولة يؤثر سلبيا علي الحرية المتاحة للجميع لان أنصار دولة مبارك يطمعون في الإطاحة بمكاسبنا المحدودة، فهم متربصون دائماً لاخطأنا.

هذه هي الحقيقة التي أراها أمامنا و رومانتيكية الثورة و النوستالجيا الي ايام التوافق الجميل و الأمل و العزة بمصريتنا هي الان ذكريات. هل نتقبل ان ثمن التغيير اعلي من ما السواد الأعظم من الشعب  على استعداد لتقديمه؟ هل نتقبل ان الغالبية العظمي تلوم الثوار على وصول الاخوان الى الحكم؟ ستقول لي الاعلام الشمولي و أبانا في المخابرات و ان كلها خطة، و نحن ضحية مؤامرات الخ  .. ممكن و لكن نحن اخطأنا و فشلت الثورة و الان المساهمة في الإصلاح او الهجرة او الصمت او الانتحار الجماعي، اختار!

أيمن عاشور 
21  مايو 2014 

Friday, May 09, 2014

لن أقاطع

مرشح النظام: 

مرشح الاستقرار ... مرشح الجمود .... مرشح التغيير البطيء 
يكبرني ببضع سنوات و لكن يذكرني بأبي و عمي
رجل جاد، ملتزم، أبوي ، ذكوري، سلطوي
ليس له نزعة ثورية علي الإطلاق 
إصلاحي و لكن من عصر اخر 

اعتقد انه ضحية لمنظومة عاش بها طوال عمره
ربما انه يري منصب رئيس هو تطور طبيعي للصعود في مناصب الدولة
دورة التدريب مختلفة عن المعتاد و لكنه رجل جاد و ملتزم و يدرس و يذاكر  
أفكار الديمقراطية و الحرية و المساوة و حقوق الانسان بعيدة عن دائرة اهتمامه
زج به الي مرحلة يا قاتل يا مقتول 


المرشح الاخر: 

شجاع و طموح و ماهر 
ولكن للأسف نتيجة لضعف المنافسة، لن يظهر إفلاس افكاره 
يحاول بيع سلع من الخمسينات ، العالم اجمع رفضها 
سياسته تجاه اسرائيل جاهلة و غير مسؤولة 
يقوم بدور هام و هو تقديم البديل ، الرجل المحترم المؤمن بالمساوة و حقوق الانسان
خبرته الإدارية منعدمة و لكن يقدم حلم يمكن الالتفاف حوله 
أركان برنامجه الاقتصادي كارثية رغم جاذبيتها 


لن أقاطع و لكنه اختيار صعب 
لن أقاطع لآني اليوم لا اريد ثورة جديدة 
لن أقاطع لان فشل المرحلة الحالية كارثي و يعني حرب أهلية و دمار 
لن أقاطع لان البديل الوحيد للمسرحية هو كما كان منذ ٢٥ يناير .. الاخوان 
هل من الممكن ان اثق في الاخوان للوصول الي ما لا يؤمنوا به؟ 


لن أقاطع و لكني لست مخدوع و لست فلول و لست أعمى او جاهل 
لن أقاطع لاني اري ان المقاطعة هي السلبية الجديدة 

لن أقاطع و لكني حزين ... أميل الان الي إعطاء صوتي الي حمدين صباحي و لكني لا اريد برنامجه. الإصلاح من داخل النظام هو الأنسب الان و لكني اجد من الصعوبة ان أعطي صوتي لرجل مبادئه و افكاره بعيده تماماً عني و خطابه مثلا في الرجعية 

لن أقاطع .. لان المقاطعة انتصار للإخوان و ما يمثلوه من رجعية و فاشية و ميكافيلية و كذب 

أيمن عاشور 
٩ مايو ٢٠١٤ 

Sunday, May 04, 2014

بلى نحن في الحقيقة وحيدون

منذ عامان كتبت بلوج عن ثورة ٢٥ يناير بعنوان  لست وحيدا او I'm Not Alone's of Egypt ظاهرة هامة، في نظري، و هي ان الثورة جعلتنا نرى ان هنالك المئات و الآلاف بل ربما الملايين الذين يشاركوننا الإيمان بالحرية و الديمقراطية و المساوة .. باختصار التقدمية. أعلم علم اليقين انني جزء من أقلية و لكن أحسست بفرح جامح لمقابلة اخرين يشاركوني في التوجة السياسي ... التوجة الإنساني في الحقيقة. 

كتبت عن تلك الظاهرة بعد فترة ليست بالقصيرة من اندلاع الثورة بعد ان كنت تمكنت من لقاء العديد من الأصدقاء بعد معرفتهم عن طريق تويتر. ظاهرة غريبة لم اري مثلها من قبل و العديد من أصدقائي يطلقون عليها نفس الاسم : أصدقاء الثورة .. كل منا له أسرته و أصدقاء من مدرسته و جامعته و عمله الخ و لكن للبعض لدينا نوع اخر من الأصدقاء .. أصدقاء الثورة ... قابلنا هؤلاء الأصدقاء عن طريق تواصل عقلي و عرفنا كيف يفكرون ... تكونت تلك الصداقة في فترة صحوة عقلية و عاطفية غير معتادة ... ولدت صداقة قوية و حميمة اكثر من ما يتوقع من قلة الوقت و اختلاف العمر و التجربة والتعليم … اختلاف التاريخ. اترك الكتابة لتعليل أسباب قوة العلاقات التي نشئت تحت مسمى أصدقاء الثورة لخبراء علم النفس و الاجتماع و لكن اشدد علي عمق الارتباط من الحب و المودة و الرغبة في اللقاء و التجمع و في نفس الوقت سطحية العلاقات على مستوى اخر. بعد اكثر من عامين من تكوين العديد من صداقات الثورة وجدت نفسي لا ادري من من أصدقائي و صديقاتي متزوج و من لا، من مسلم و من مسيحي، اذاو لم يكن الاسم واضح كأحمد او جورج. تكونت تلك الصداقات في عالم جديد .. عالم سمح لنا بإعادة تعريف أنفسنا لتقترب اكثر لما نعتقد و نفكر، متحررين من خلفياتنا و احمالنا الاجتماعية و المهنية  و ربما كان هذا ما  جعل تلك الصداقات أقوي و امتن.

انظر حولي اليوم و اجد حالة من البأس و الحزن الجماعي تحوم على الغالبية العظمي من أصدقائي و أصدقاء أصدقائي. صديقي ... و بالأصح واحد من أصدقاء الثورة .. رحل عن عالمنا، ذهب الي سبيله و تركنا خلفه في حالة من الحزن مساوية للحزن علي فقدان اقرب الأقارب ... اجد نفسي مرة اخري أفكر في ظاهرة غير واضحة الأسباب أمامي ... الصداقة العميقة و الفرح الجام بها و الان الحزن العارم... ماذا حدث؟

صديقي الذي انتزع منا كان من أفضلنا في التعبير عن واقعنا  وعن أحلامنا، كان يصغرني بأكثر من اثنتين وعشرين عاما و لكن أينما تواصلنا في لقاء مباشر او عن طريق الانترنت وجدته اكثر من الند فكريا و كثيراً ما تكونت آرائي عن احداث بعينها بعد قراءة ما كتب هو. لم أكن اعلم من هو و صيته و شعبيته المنتشرة  و من تواضعه الشديد اعتقدت قبل مقابلته انه شاب بسيط من أسرة متواضعة و كان تواضعه جزء هام من شخصيته و شعبيته العارمة.

الان و بعد مرور اكثر من ثلاثة سنوات علي ٢٥ يناير، اجد العديد من أصدقائي  رافضين الاعتراف بفشل الثورة وفقدان مثاليتها، بل و فقدان التاييد لها.  رحيل حبيبنا و صديقنا يحدث فراغ في قناعة الكثير منا،  فلقد كان صديقنا جزء من الأمل و كنا نتعلق بكلامه و إيجابيته و لكنه غادر عالمنا و مرة اخرى نشعر بالوحدة ، نشعر بفقدان جزء منا.. من حلمنا. الكثير منا، في الحقيقة، يبكي على نفسه. 

دشن البعض من الاصدقاء حملة و هاش تاج بمعنى ماذا قد كان باسم صبري فعل في مثل هذا الوقت … اعتقد انه كان سيفكر بعمق و يكتب نتاج تفكيره  و يترك للقارئ بريق من الامل .. و الامل هنا هو في معرفة انفسنا فمنها نبدا حلول مشاكلنا. 

اتذكر شعر الخنساء في رثاء أخيها صخر كما لو كانت في رثاء باسم صبري

ألا تبكيانِ الجريءَ الجميلَ ... ألا تبكيانِ الفتى السَّيدا

طويلَ النِّجادِ رفيعَ العمادِ ... سادَ عشيرتهُ أمردا

إذا القومُ مدُّوا بأيديهمِ ... إلى المجدِ مدَّ إليهِ يدا

فنالَ الذي فوقَ أيديهمُ ... من المجدِ ثم مضى مُسعدا

يُكلِّفه القومُ ما عالهُمْ ... وإن كان أصغَرهُم مولِدا


الله يرحمك يا باسم و يساعد اسرتك و اصحابك و مصر و الانسانية على الاستمرار و الصبر على فراقك و الوحدة و معرفة حقيقة انفسنا 

أيمن عاشور 
٣ مايو ٢٠١٤