Sunday, February 23, 2014

لماذا فشلت ثورة يناير

اعتقد ان ما اكتبه هنا سوف يغضب العديد من أصدقائي الثوريين الذين أعطوا الكثير لثورة ٢٥ يناير وارتبطوا بمعانيها و أحداثها. أبدء  تحليلي لما أراه الان في مصر بالعودة الي شعار الثورة: عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية .. كرامة إنسانية .. شعار توافقي جميل يبدأ بكلمة عيش لانها كلمة بسيطة و جميلة و الموافقة عليها مضمونة .. كلمة ستجذب الفقراء و كل من يناضل للحصول على لقمة العيش ... كم من مرة حاولت ان أترجم عمق كلمة عيش للغة الانجليزية .. عيش من عاش أقوى من خبز .. العيش هو الحياة .. من لايؤمن بكلمة عيش ... من المؤكد ان كبار عتاولة نظام مبارك لا يعارضوا في كلمة عيش و من الطبيعي ان الاخوان و الحركات الاسلامية تؤيد شعار كذلك ... نترك كلمة حرية و نصل الي عدالة اجتماعية، ما هي بالضبط؟ هل هي اشتراكية و اعادة توزيع الثروات ام هي مساعدة الغني للفقير، من يعترض على كلمة عدالة اجتماعية؟ الاخوان المسلمون بمفهومهم الرأسمالي يؤمنون بها و كذلك الحزب الوطني و أقطابه. 


كلمات مثل الديمقراطية و المساوة كانت غائبة من شعارات الثورة ...لماذا تركنا ما نريده حقيقة و هو فعلا نظام ديمقراطي يكفل حقوق الانسان و ذهبنا الى شعارات مطاطية ؟؟ الإجابة واضحة وهي ان ما يسمي بالحركات الثورية قامت بحساب سياسي و اختارت شعارات يستجيب اليها الشعب و لا تغضب الحركات الاسلامية .. و من هنا كانت بداية فشل و إجهاض الثورة على أيدي من قام بها. دعنا نعود بذاكرتنا الي اليوم الثامن عشر من الثورة، يوم تنحي مبارك عن السلطة و دعنا نفترض ان الثورة التي أطاحت بمبارك كان شعارها حرية ديمقراطية مساوة ... لا اعتقد ان مشاركة الحركات الاسلامية تحت شعار الديمقراطية و المساوة كانت ممكنة و ربما ان الإطاحة بمبارك قد تكون مستحيلة دون مشاركة الاسلام السياسي ... اذا فان تلك النقطة التي يجب انت نتوقف أمامها .. هل ضحيت الثورة بمبادئها حتى تتخلص من مبارك و تحالفت مع الرجعية الدينية للتخلص منه ثم عادت و تحالفت مع الرجعية السياسية العقيمة للتخلص من الاخوان؟

اليوم نجني ثمار الشعارات المطاطية ... اليوم نجني نتيجة عيش حرية عدالة اجتماعية ... دعنا نقول ما نريده بصراحة و تكون الثورة ثورة علي الكذب و المراوغة ... نريد ديمقراطية و حقوق إنسان و مساوة و حرية .. و بهم سنحصل على ما نتوافق عليه من عدالة اجتماعية و طبعا عيش .....

ايمن عاشور
٢٣فبراير ٢٠١٤