ترددت في كتابة هذا المقال، هل اكتب بالعربي ولا الانجليزي، هل اكتب فعلا ام ان الطناش افضل؟ باسم بوسف في رايي من اعظم من أنجبت مصر. برنامجه كان غاية في الأهمية بغض النظر عن تذوق الناس لطريقته في الكوميديا. أهمية البرنامج لم تكن فقط في تحطيمه لبعض التابوهات و الأصنام و لكنها كانت ايضا في المهنية العالية في الإعداد و الديكور و دقة الأداء و سرعته.
كتابات باسم يوسف في الشروق كانت ممتازة و اعظم ما كتب على الإطلاق كان اعتذاره الثاني بعد موضوع نقل محتوى مقالة بدون إشارة للمصدر. الاعتذار كان كامل و مفصل و شمل الاعتذار عن عدم التعامل بجدية مع الفضيحة و الاعتذار عن الاعتذار الاول المليئ بالتبرير و التقليل، باسم يوسف إنسان عظيم فعلا. باسم يوسف ادخل ثقافة الاعتذار في مصر كما لم يفعل اي إنسان اخر.
سعدت جدا بالدور الممتاز الذي قام به باسم يوسف في حملة مقاطعة المعلنين في برنامج ريهام سعيد و من المؤكد انه ايضا شعر بالسعادة من تاثيره في الحملة و استمرار شعبيته. و لكن بعد وقف برنامج ريهام سعيد بيوم او يومين وجدت نفسي رافضا لتناول باسم يوسف "لتصويت مصر لصالح اسرائيل" كما قال على تويتر.
اتذكر التناقض الضخم بين خطاب الاخوان السلمي الديمقراطي المتفتح بالانجليزية و بين خطابهم باللغة العربية، مليئ بالتهديد و التحريض. كم سخرنا منه و كم كان حقير. البعض يسخر من البرادعي لكتابة تغريدة على تويتر بالعربي و بعدها مباشرة نفس التغريدة بالانجليزية و لكنه اُسلوب يتمتع بالشفافية و المصداقية.
لا أتوقع من باسم يوسف ان يفعل مثل البرادعي و يكتب كل ما يكتبه بلغتين و لكني لا ارغب في اراه يفعل مثل الاخوان. للاسف الشديد شارك باسم يوسف في كورس انتقاد تصويت مصر لصالح اسرائيل في عضوية لجنة الامم المتحدة للاستهلاك السلمي للفضاء الخارجي. ربما شعوره بالفرحة بعد الانتصار في موقعة ريهام سعيد أدى الي نوع من الانزلاق الى الشعبوية ، لا ادري!
و لكني اثق تماما ان باسم يوسف لن ينتقد تصويت مصر في الاعلام الامريكي و واثق تماما انه لن ينزلق الى الإشارة لإسرائيل بالكيان الصهيوني او العدو و لن يدعوا الي مقاطعة هذا الكيان و عزله عن المجتمع الدولي بدون توضيحات هامة لن يود ان ينشرها بالعربية. ربما سيقول باسم بالانجليزية "انا ضد الاحتلال الاسرائليي و ضد المستوطنات و لكني مع الشعب الفلسطيني في الوصول الي حياة كريمة و لكني لست ضد وجود اسرائيل و حقها في الاستمرار و لست ضد حقها في الحياة و المشاركة في المجتمع الدولي و هذا التوضيح سيختلف تماما مع ما قاله باسم بالعربية.
هل يعلم باسم يوسف ان الدولة التي تستضيفه بها قانون ديمقراطي حظي بموافقة أغلبية نواب الشعب الامريكي ضد مقاطعة اسرائيل؟ القانون للشركات و ليس للأفراد و لكن القانون يمنع الشركات من المقاطعة و من العمل تحت شروط مكتب مقاطعة اسرائيل. هل يعلم باسم يوسف ان الغالبية العظمي من إلهيئات و المنظمات الامريكية التى قاطعت منتجات المستوطنات الإسرائيلية رفضت استخدام حروف BDS لعدم اعتراف حملة BDS الصريح بحق اسرائيل في الوجود. هل يرفض باسم يوسف سلام مصر مع اسرائيل و حق اسرائيل في الوجود ام هي شعبوية و هجوم و خلاص؟
مرفق صورة من محضر التصويت الرسمي للأمم المتحدة ... هل يطالب باسم يوسف مصر بان تكون مصر الدولة الثانية مع نامبيا للتصويت ضد هذا القرار؟ باسم يطالب مصر بالامتناع عن التصويت مثل الدول العربية! الدول العربية التي قبلت بإدراج أسمائها مع اسرائيل في قائمة واحدة ثم امتنعت عن التصويت!!!! مادة عظيمة لباسم يوسف و لسخريته اللاذعة ولا ايه؟
لماذا أهاجم باسم يوسف و تناقضاته و انزلاقه الي الشعبوية و اترك بلاوي اخري؟ الإجابة لان باسم يوسف جزء أساسي من الأمل الذي اشعر به في مستقبل مصر و تحولها الى دولة حديثة صادقة مع نفسها، باسم يوسف رمز للعديد من الايجابيات كان و لازال جزء من تفائلي بقدرة مصر على التغيير.
ايمن سعيد عاشور
No comments:
Post a Comment