طريقة كلام العادلي و البراءة المحتملة له و لمبارك ستكون بداية نهاية المرحلة الحالية. كان نفسي جدا ان السيسي ينجح و لكن للأسف بعض معجبيه في مرحلة غرور بالشعبية العارمة و غير قادرين علي الإحساس بالرفض من جزء كبير من الشعب، مش شرط ان الرافضين يكونوا أغلبية مطلقة و غالبا هما أقلية و لكن ضخمة تفوق الثلث او حتى ٤٠٪. و نحن هنا نتحدث عن رفض و ليس معارضة.
الشعبية العالية التي لايزال السيسي كشخص يتمتع بها ناتجة عن الاعلام الشمولي الموجهة مع طبعا انه يمثل منهج سياسي تؤيده اقليه ضخمة في مصر و هو التنمية الاقتصادية و تأجيل أمور مثل الديمقراطية و حقوق الانسان مثله، مثل العديد من دول اسيا في الثمانينات و التسعينات. أقلية كبيرة و هامة تفوق الثلث تؤيد منهج بناء الاقتصاد مع الحد من الفساد العلني و لكن تلك الأقلية لا تشكل الشعبية الضخمة التي يتمتع بها السيسي. هنالك أقلية اخرى و هم ضحايا الانهيار الأمني و الاقتصادي الذي حدث منذ ٢٠١١ الذين انقلبوا مع الثوار ضد مبارك ثم انقلبوا مع الاخوان ضد الثوار و بعد ذلك انقلبوا مع نظام مبارك و الثوار ضد الاخوان. هؤلاء ضحايا الاعلام الموجهة بدء من اعلان " ريلي" ضد الجواسيس الي الان.
الدرس الذي يجب علي السيسي و نظامه تعلمه هو ان تلك الأقلية الاخيرة سهلة التقلب و شعبية السيسي عندها ليست عميقة و من السهل جدا ان تتحول و بسرعة الي شعبية لداعش او اي تيار اخر.
الحقيقة المرة ان الوصول الي نوع من الاستقرار الذي يسمح بالعبور الي مرحلة الأمان في مصر يتطلب تحالف حقيقي مع ثلاثة من اربع مراكز تأثير في مصر: الجيش، الحزب الوطني، الحركة الثورية الديمقراطية او الاسلام السياسي.
امام السيسي اختيار التحالف مع الحركات الثورية او مع الاخوان و لكن الاعتماد علي نظام مبارك و الجيش فقط لن يجلب الاستقرار رغم الشعبية العارمة. للأسف اشعر ان قناعة السيسي الي الان هي في العمل علي الحفاظ على تأييد الغير مسيسين، الأقلية المتقلبة عن طريق الاعلام و مهارته في التواصل مع تلك الأقلية.
أيمن سعيد عاشور
No comments:
Post a Comment