Showing posts with label الاخوان. Show all posts
Showing posts with label الاخوان. Show all posts

Saturday, November 19, 2016

حتمية المصالحة

في دراسة المفاوضات كطريقة لإنهاء النزاعات وتسوية الخلافات هنالك نظرية اسمها الباتنا. حروف ال BATNA  هي اختصار ل البديل الأفضل عن الحلول التي تأتي بها المفاوضات ( Best Alternative To Negotiated Agreement) . عندما نتحدث عن المصالحة في مصر يجب أن نبحث ما هي البدائل للمصالحة. البديل الأول هو الانتصار الكامل: النزاع بين الأسد و فريسته ينتهي بالانتصار الكامل؛ الأسد يحقق هدفه و الفريسة تنتهي. البديل الثاني هو استمرار النزاع بصور مختلفة ، والبديل الأخير و هو المصالحة أو التسوية.

تواجه فكرة المصالحة في مصر الرفض لعدة أسباب سمعناها مرارا:
١- لا مصالحة مع من تلوثت أيديهم بالدم
٢- لا مصالحة مع من يدخل الدين في السياسة
٣-  لا مصالحة مع من يؤيد فكر الخلافة والإسلام السياسي و لا مصداقية لهم حتى إذا ادعوا أنهم تخلوا عن هذا الفكر.

دعنا نلقي نظرة سريعة على العالم حولنا، تسوية النزاع الدموي في إيرلندا الشمالية انتهت بالتصالح بين الحكومة البريطانية مع التيارات المتطرفة من البروتستانت من ناحية والجيش الجمهوري الكاثوليكي من ناحية أخرى. منظمات لها أذرع إرهابية ارتكبت جرائم بشعة  نجحت في التصالح في ايرلندا.  في يومنا هذا ننظر إلى العمل الجاد من أجل التصالح بين حكومة كولومبيا ومنظمة الفارك الإرهابية بعد حرب استمرت خمس عقود. وفي مصر نفسها ننظر إلى نهاية الصراع مع إسرائيل بعد أربع حروب سالت فيها دماء عشرات الآلاف ودمرت المدن وشردت مئات الآلاف. فكرة المصالحة بعد الدم ليست جديدة على الإطلاق.

ننظر إلى خلط الدين بالسياسة وهنا نجد أمامنا إسرائيل والأحزاب الدينية والضغوط التي تمارسها مثل منع حافلات النقل يوم السبت ومحاولات التأثير على المجتمع داخليا و السياسة الخارجية. ثم ننظر إلى الهند و نجد حزب BJP القائم على أساس ديني وتاريخ جماعات الهندوس المتطرفة وتغيير أسماء المدن والأعياد الرسمية.  ثم ننظر إلى الولايات المتحدة و دخول المسيحيين الإنجيليين المتشددين في السياسة منذ السبعينات الى يومنا هذا؛  الدولة ذات الدستور الأكثر علمانية في التاريخ لا تصادر حق اتباع الأفكار الدينية المتشددة من المحاولة المستمرة في التأثير على السياسة و على تمرير قوانين منبعها الأساسي هو العقيدة الدينية. منع الأحزاب الدينية فكرة غريبة لا صلة لها بالديمقراطية ولا بالعلمانية!

النقطة الأخيرة وهي رفض المصالحة لان الطرف الاخر يعمل من وحي عقائدي ولن يتخلى عن أفكاره السوداء و سيستمر إلى الأبد في المحاولة لفرض ما يرى أنه المشيئة الإلهية. إذا صح هنا فمن المنطق أن نصمم على الإبادة الكاملة، السلام الذي يشعر به الأسد بعد القضاء على فريسته، هو السلام الوحيد الذي نقبله إذن. هل مصر كدولة ترغب في حلول الإبادة الجماعية؟ و إذا رغبت هل هي فعلا قادرة على تنفيذ مثل هذا الحل الدموي المرعب الرهيب؟

إسرائيل تعرقل محاولات الوصول إلى حل نهائي مع الشعب الفلسطيني لأنها نجحت في الوصول إلى باتنا. استمرار النزاع أفضل من أي حل تفاوضي.قد يستمر النزاع لعقود طويلة و لكن ثمنه مقبول لإسرائيل. لماذا تقدم إسرائيل تنازلات ترى أنها قد تعرضها للخطر في المستقبل. الاقتصاد الإسرائيلي ناجح و الدبلوماسية الإسرائيلية حققت نجاح مقبول. الفلسطينيون يحاولون تحقيق تقدم عن طريق انتزاع الباتنا من أسرائيل عن طريق الضغوط السلمية  تارة والعنف تارة أخرى وإسرائيل تعمل على أضعافهم حتى تحافظ على الباتنا. وفي هذا المثال نتحدث عن فكرة التفاوض دون التوغل في قيم العدالة والأحقية.

الإبادة النهائية ،بغض النظر عن المسؤولية الأخلاقية،  ليست متاحة كحل للنزاع مع الإسلام السياسي في مصر. استمرار النزاع لعقود طويلة غاية في الصعوبة نتيجة الثمن الاقتصادي العالي. الخلاف مع الإسلام السياسي في مصر ليس معزول في منطقة جغرافية محددة  ولا في طبقات معينة. الخلاف والاستقطاب موجود في كل مكان في مصر، الخلاف و الاستقطاب موجود حتى في الأسرة الواحدة. مصر في أمس الحاجة إلى الاستثمار المحلي والأجنبي واستمرار النزاع يهدد الاستقرار والاستثمار. عاجلا ام اجلا المصالحة مع التيار الإسلامي في مصر حتمية! و ربما اليوم مع فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية ومع قرب نهاية داعش تجد الدولة المصرية نفسها في موقف يساعدها على الوصول إلى مصالحة من موقع أفضل من الثلاث سنوات الأخيرة.

ما هي أسس المصالحة ؟

اولا: دستور يتكفل بمبادئ حقوق الانسان طبقا لمعاهدات جنيف و الميثاق الدولي لحقوق الإنسان. و هذا الدستور قد يكون ما يسمى دستور فوقي ولا بأس من ذلك. و يتم تعديل هذا الدستور بموافقة الغالبية العظمى من المواطنين و تكون الغالبية العظمى في كل المحافظات. وعلى سبيل المثال ٧٥٪ او حتى ٩٠٪ في كل المحافظات. إذا صوتت جميع المحافظات بتعديل ما  وفي أسيوط أو جنوب سيناء وصل التصويت لصالح التعديل إلي ٦٠٪  فقط فلا يقبل التعديل.  الدور الأساسي للدستور هو حماية حقوق الأقليات من ديكتاتورية الأغلبية.


ثانيا: علاقة الدين بالدولة: يتم استبدال المادة الثانية بمواد تشير إلى المضمون المطلوب دون الاستعانة بعموم الشريعة الإسلامية. على سبيل المثال يجب وضع قوانين تسمح أو لا تسمح بتعدد الزوجات، قوانين تحدد قواعد الإرث و تسمح أو لا تسمح بالوصايا. و هذا يعني ان نصل الى فكرة قانون وضعي بالكامل بدون الحاجة الى اللجوء الى الفقيه. الإعدام يتطلب مراجعة محكمة عليا  طبقا لأسس قانونية ودستورية وليس موافقة المفتي.
 
المصالحة إذن ليست في الإصرار عن تخلي مؤيدي الاسلام السياسي او الخلافة عن أفكارهم و لكنها تكمن في التوصل إلى خارطة طريق تعطيهم بريق من الأمل، ولو محدود، في تحقيق جزء من أهدافهم بطرق سلمية مع الحفاظ على حقوق الإنسان. الدستور الأمريكي العلماني ،نظريا، يقدم اليوم للإخوان وأنصارهم طريقة ديمقراطية لتطبيق قوانين مستوحاة من الشريعة الإسلامية في أمريكا نفسها عن طريق تشريع قوانين المطابقة للدستور مع الحفاظ على علمانية الدولة. الفكرة الأساسية هي إعلاء نص القانون الوضعي المعاصر المفهوم للجميع بغض النظر عن مصدره. اليوم نجد تيارات التمييز الديني والعنصري في أمريكا تحرض بشدة ضد المسلمين، ولكن رغم قلة عدد المسلمين في أمريكا (حوالي١٪) إلا أن دستور الحريات وحقوق الإنسان يحمي هذه الأقلية الصغيرة من خطر الأغلبية و أي محاولة لتغيير الدستور تستغرق سنوات طويلة وتتطلب موافقة الأغلبية العظمى من المواطنين في كل الولايات.

إذا كان الإخوان و أنصارهم فعلا لا يؤمنون بفكرة  مصر كدولة وثقافة ووطن وشعارهم هو فعلا "طز في مصر" دعنا، رغم رفضنا الكامل لفكرهم، نرحب بهم في العملية السياسية. دعهم يقدمون مشاريع قوانين وإذا أرادوا تعديل الدستور لتقليل الحريات أو حتى لدمج مصر مع تركيا أو غيرها دعنا نقدم خريطة دستورية واضحة وشديدة الصعوبة لتحقيق غايتهم. نحن لا نملك القدرة على تغيير الأفكار و لسنا قادرون على حلول الإبادة النهائية او الاقصاء الأزلي. إذا تمكن الإخوان من الحصول على تأييد ٩٠٪ من الشعب لتغيير اسم مصر او لضمها لتركيا هل من المعقول ان لا يسمح لهم تطبيق سياسة "طز في مصر"؟

كيف نضمن الحفاظ على الدستور؟ مصر دولة ضعيفة المؤسسات و تعاني من نسبة عالية من الأمية السياسية و موروث ضخم من النزعات التمييزية والتسلطية والعصبية. هنا يأتي دور الجيش وباقي مؤسسات الدولة في الحفاظ على الدستور وفِي الحفاظ على قضاء مستقل يحكم بنصوص وضعية.

كيف نضمن الحريات؟ كيف نضمن احترام الدستور؟ هذه كلها أمور غاية في الأهمية و يجب ان تستغل الدولة التحسن في المناخ الدولي في الحصول على الضمانات التي تقلل الشك والقلق. مصر في حاجة إلى تحقيق نسب نمو اقتصادي عالية. الفقر والمعاناة والإقصاء هم  روشتة للتلاعب بعقول البسطاء وغسيل الأمخاخ. مناخ الحرية والتقدم الاقتصادي و التعليم هو أفضل طريقة لضمان الحريات وحقوق الانسان. الإبادة الجماعية مستحيلة، استمرار النزاع يَصْب في صالح من ننازع. المصالحة الاجتماعية والسياسية حتمية و الوقت المناسب هو اليوم قبل الغد.

أيمن سعيد عاشور

Saturday, December 26, 2015

ايام من حياتي - مراجعة لمذكرات زينب الغزالي

قرات عن زينب الغزالي بالانجليزية و كان انطباعي عنها جيد. فهمت انها، مع عمر التلمساني قد قامت  بتغيير تفكير الاخوان الي أيدولوجية تنبذ العنف و تؤمن  بالسلمية. قمت اليوم بقراءة مذكراتها و صراحة لازلت في حالة صدمة من ما قرات. 

١. تواجد الأيدلوجية التكفيرية غاية في الوضوح في كتاباتها و لا اعلم اذا كانت هي و عمر التلمساني فعلا قاما بمراجعة كاملة كما قرات من قبل ام لا.

٢. الكتاب ملي بمحاولات غسل المخ و تثبيت الاتباع على إيمانهم و رويات عن تواصل مع سيدنا محمد عن طريق الأحلام

٣. شعرت بقدر كبير من المبالغة اما في تفاصيل التعذيب او في الصمود امام التعذيب و يبدوا ان العديد من وسائل التعذيب الشائعة في سجون مصر مثل الكهرباء و السجاير لم تستخدم معها

٤. رغم مساعدة اليهود لها و عطفهم عليها بسجن القناطر تصفهم بأحفاد القردة و الخنازير مثلها مثل محمد مرسي

٥. و اخير الغرور المغلف بالايمان و الاسلام فهي ترى كل من يخالفها ضال. ينطبق على الجميع من سجناء القناطر الى كل من حزن من هزيمة ١٩٦٧ الي كل من حزن عند وفاة عبد الناصر

لا ادري اذا كان التغيير في الأيدلوجية حدث عقب كتابتها لهذه المذكرات و لكني أشك ان النذعة التمييزية الواضحة في كتابتها قد تكون تغيرت. تركني الكتاب في حالة حزن و غضب و جزء من الغضب كان من نفسي لفشلي في التعاطف الكافي معها في قصص التعذيب الفظيع التي عانتها. سأظل أفكر في هذا الكتاب لفترة طويلة،

Tuesday, September 15, 2015

الثورة و الكفته

ربما كان اللواء الدكتور عبد العاطي و لايزال حقيقة مؤمنا باختراعاته و طرقه في العلاج. صدقه البعض من  المرضى و أهاليهم لانه اعطاهم بريق من الأمل في الشفاء و البعض صدقه لان الجيش المصري و قيادته وقف بقوة خلف مشروعه. انعدمت الاخبار ولم نعد نسمع عنه و لم و لن نقراء اي خبر عن محاسبة اي مسئول عن اهدار أموال الدولة في مشروع غاية في الغرابة، مشروع طبي يجري تحت إشراف هيئة هندسية! 

كانت، بطبيعة الحال، التيارات الثورية من اكثر من وجه النقد لمشروع الكفته و سخر منه، و لكن من المؤسف ان التيارات الثورية تعاني من الكثير من المشاكل التي نراها في مشروع الكفته.

الثورة مستمرة 
بكره الثورة تشيل ما تخلي
موجة ثورية قادمة
حتمية الثورة

شعارات جميلة براقة يصدقها من يشتدق بها و يرددها و لكن الحقيقة الواضحة وضوح الشمس ان الثورة منذ يومها فاشلة فشل مشروع الكفته. قامت الثورة بتحالف بين فريقين، فريق "الشعب يريد إسقاط النظام" و لكنه غير قادر على التوافق على النظام البديل و فريق اخر يريد بناء دولة سلطوية بشعار الرجوع الي الاسلام. النشوة الثورية و التفائل الذي نتج عن المشاركة العاطفية في ال ١٨ يوم و ما لحقهم تجعل تقييم احداث الثورة غاية في الصعوبة عند الأغلبية العظمي. التفائل الجماعي، قدرة المواطن الضعيف في مشاركته مع آلاف و ملايين مثله على هز عرش مبارك و إرغامه على الرحيل. ليس من السهل التجرد من العاطفة و الشعور بتحقيق الذات الذي عاشه الثوار، بل هو امر شديد الصعوبة. 

اتذكر كتاب للصحفي الأمريكي الشهير كريس هيدجيز كتبه بعد تغطيته للعديد من الحروب اسمه War Is A Force That Gives Us Meaning او الحرب تعطي معنى لحياتنا. تحدث هيدجيز عن التغيرات الاجتماعية التي تصاحب الحروب المختلفة. مركزية الحرب في الحياة رغم قسوتها تعالج الفراغ المعنوي او العاطفي الذي يعاني منه البعض و تفرغ الطاقة في عمل جماعي غاية في الأهمية، مصيري.

انظر الان الي من يرفض الاعتراف بفشل الثورة و اجد فكرة هيدجيز امامي. الثورة أشغلت فراغ ذهني و عاطفي، العمل الجماعي و الشعور ان لحياة إنسان ما معنى لم يكن موجود قبل ٢٥ يناير هي العوامل الاساسية في رفض الاعتراف ان الثورة ولدت ميتة. غضب العديد من الأصدقاء من كتاباتي غضب شديد و تفسيري لهذا الغضب انه نتيجة لان انتقاد الثورة و ما حل بها، في اعينهم، كان هجوم مباشر على أشخاصهم هم التي تستمد معنى من الثورة التي وصمتها بالفشل. هجومي و انتقادي لفكرة تحول الي انتقاد شخصي جارح في اعينهم. 

تستمر عقلية الكفته في احتلال موقع هام في وجدان العديد من الثوار، قراءة سريعة لكتابات الاشتراكيين الثوريين تضع أمامنا رغبتهم في العودة الي تحالف ٢٥ يناير مرة اخري. فشلهم في مواجهة اسباب الفشل الأصلي تسوقهم الي الرغبة في العودة اليه. كيف يقوم تيار يسمي نفسه ثوري بالدعوة الي التحالف مع تيار هدفه الأوحد هو "الرجوع". التقدمية و الرجعية تحالف طبيعي جدا اذا كنت مثل قادة الدولة الذي تنتقدهم ، غير قادر على الاعتراف بالفشل و غير قادر على الاعتذار. اعلم تماما ان الاشتراكيين الثوريين أقلية و لكن لهم تأثير كبير على باقي تيارات اليسار المصري. 

تعاقدت الدولة مع شركة أمريكية اخترعت دواء حقيقي لمعالجة الڤيروس سي و حاولت ان تطوي صفحة اللواء الدكتور. الدولة المصرية غير قادرة على الاعتراف العلني بالفشل و الاعتذار، و لكنها قادرة على تغيير الطريق تماما. الدولة قامت بالتعاقد على السوفالدي لمصلحة الشعب رغم ان وجود السوفالدي و انشغال وزارة الصحة به اساء من صورة أنصار مشروع اللواء الدكتور. و هنا أقع في خلاف ضخم مع الثوار، العديد منهم لايزال يتمني سقوط و فشل نظام السيسي لان هذا في نظرهم سيعجل بالثورة الحقيقة التي ستقوم بحل مشاكل مصر!

الدولة العقيمة السلطوية قادرة على تقبل فكرة انها غلط و تعكس مسارها .. و لكن الثورة التي تدعي انها تمثل الشعب و اول كلمة في شعارها عيش لا تبالي بما يعني سقوط النظام. الثوار دون الاشتراكيون الثوريون يرفضون التحالف مع الاخوان و لكن كما كان الوضع في ٢٥ يناير يرون ان في إسقاط النظام تحقيقا لأهدافهم. و لان الشعب في الحقيقة لا يريد إسقاط النظام العديد من الثوار ساخط من الشعب الذي يدعي انه يقوم بما يقوم من اجله. بدل من مراجعة النفس ينشغل الثوار في معارك النقاء الثوري.

اتخيل تماما اللواء الدكتور جالس في منزله و يقول لنفسه "لو ادوني فرصة شهرين كمان...." و اقراء شعارات الثورة مستمرة. الثورة الحقيقة هي في مواجهة النفس بالحقيقة و التعلم منها و التحرك المستقبلي بطرق إيجابية. 

كلما اكتب انتقاد للثورة يقوم البعض باستغلال ما اكتب و لذا انهي هذا المقال الطويل بفكرة إيجابية عن ما اتمني انا لمصر. إيماني تام  وكامل بالمساوة المطلقة و الغير مشروطة بين كل مواطن مصري بغض النظر عن الجنس، العنصر، الدين او اللا دين، الميول الجنسية و بغض النظر حتى عن ولاءه لمصر. استخدم  كلمة ثوار فيما اعلاه تجاوزا، لان من لايؤمن بالمساوة المطلقة في رايي ابعد ما يكون عن الثورة الحقيقة. 

اريد ان اري مصر دولة مدنية ديمقراطية، لديها دستور بسيط و قصير و وواضح، دستور توافقي يسمح للتيارات الاسلامية بالمشاركة الكاملة. ارغب في حزف كلمة الشريعة الاسلامية من الدستور تماما و لكنني لا أعارض في وضع قوانين تكون مشتقة من اساس إسلامي. ارغب في العمل للمصالحة الاجتماعية الحقيقة و ارغب في تقوية و تصغيير حجم الجيش و خروجه الكامل من النشاط الاقتصادي بما فيه الأنشطة المغذية للجيش نفسه. أعارض النطام الحالي بشده و أشك في قدرته على النجاح لغياب الشفافيه و العودة الي طريقة الأنظمة الشمولية، و لكنني لا ارغب في فشله و اريد نجاحة و كما انتقده اشيد به عندما ينجز.

Thursday, October 02, 2014

حسني مبارك: أفضل و اسوء رئيس

اعتقد ان ايجابيات حسني مبارك قد تفوق ايجابيات عبد الناصر و السادات. تمتعت دول قليلة في العالم بمعدلات النمو اقتصادي التي حققها نظام مبارك  لثلاثين عام بدون انقطاع. لا اذكر بلد نجحت في تحقيق كلا من نمو اقتصادي كبير و في نفس الوقت قسط كبير من العدالة الاجتماعية. منذ بداية الثورة الصناعية و عندما ننظر الي بريطانيا او امريكا و غيرهما و الي الفترة المعاصرة و النظر الي بلاد مثل كوريا الجنوبية، تايوان، الصين، روسيا نجد ان فترات النمو الاقتصادي السريع  دائما يصحبها ثروات ضخمة لأقلية محدودة  و زيادة كبيرة في الفروق في الدخل  بين الغني و الفقير. الفساد و الاحتكار مجتمعان او منفصلان يتعاونان علي أنتاج الثروات الضخمة لافراد معدودين. 

النجاح الاقتصادي للديكتاتوريات و الدول الشمولية ليس قاعدة، مقارنة نجاح نظام مبارك الاقتصادي بانظمة مثل أنظمة صدام حسين او حافظ و بشار الأسد، روبرت موجابي، برفيز مشرف و العديد من دول افريقيا و اسيا يوضح حقيقة ان حسني مبارك استغل إنهاء الحروب مع اسرائيل و نجاحه في اعادة علاقات مصر مع الدول العربية والإسلامية في تحويل مصر الي مشروع اقتصادي كبير. 

اعتقد ايضا ان سلبيات حسني مبارك قد تفوق كلا من عبد الناصر و السادات. عاصر حسني مبارك فترة تحول ديمقراطي هامة، تحولت فيها أغلبية دول امريكا اللاتينية و جنوب شرق اسيا و شرق أوربا الي الديمقراطية و التعددية السياسية. قاوم مبارك بشراسة الديمقراطية مثله مثل الصين و دول اخري. و لكني اري جريمته الكبري هي انه استغل إعلامه الشمولي في إقناع الشعب ان نظامه يعبر عن الأنظمة الاقتصادية الحرة، احتكر لنفسه و نظامه اليمين الاقتصادي و الحفاظ علي السلام مع اسرائيل و نجح في تعريف  و تحجيم معارضته، المعارضة المسموح بها كانت اليسار الاشتراكي المصري علي ركيزته التقليدية و هي كراهية اسرائيل و رغبته في اجهاض اتفاقية السلام مع اسرائيل و هذا التيار لديه تأييد عميق من أقلية محدودة للغاية. التيار الاخر هو الاسلام السياسي بما يشمل من سلفيين و اخوان و جماعات الخ. نجح مبارك في تعريف نظامه بانه نظام الليبرالية الاقتصادية و الميل الي الغرب، فكانت النتيجة ان  الشعب كره ليبراليته و كره الغرب و تحول الشعب الي معارضيه. 

السؤال الان ماذا تعلمنا من سنوات مبارك؟ هل نجاح مبارك الاقتصادي و فشله الديمقراطي هو ما نسعى الي تكراره؟ هل نسمح بمعارضة تؤمن بالليبرالية الاقتصادية و العدالة الاجتماعية و السلام مع اسرائيل و الأمن و الاستقرار و مكافحة الاٍرهاب ام اننا نريد ان تكون المعارضة فقط كما كانت ايام مبارك الاشتراكيون الثوريون و امثالهم من تيارات تبدأ من ثابت أساسي واحد و هو كما قال لي علاء عبد الفتاح علي تويتر "الثورة اللي ما تعاديش إسرائيل ما تنفعنيش" و طبعا المعارضة الآخري الاساسية الكبري و هي الاسلام السياسي. هل نعيد اليوم الي الاسلام السياسي ما فقد من مصداقية و تعاطف؟ 

Saturday, August 30, 2014

اخبار ٢٩ اغسطس ٢٠١٤

مجلة الايكونومست قدمت بحث طويل عريض علي فشل قوانين منع الدعارة و كيف ان الانترنت نجح في جعل الدعارة أرخص للمستهلك و اقل خطورة لمقدمات الخدمة. البحث يشمل العديد من دول العالم و يقدم شرح مستفيض للتغيرات التي ادخلها الانترنت علي اقدم مهنة في التاريخ. 

الحكومة المصرية تبدوا كأنها كائن من قبل التاريخ تحارب في كل أتجاه و بطرق قديمة مملة. الحكومة المصرية تود القيام بالحرب علي الإلحاد و طبعا النتيجة ستكون عكسية تماماً لان زيادة كل من الإلحاد و التطرف ما هي الا نتيجة طبيعية للخطاب الديني الرسمي العقيم. 

الحكومة المصرية تود ان تظهر انها حكومة متدينة محافظة، تود ان تسلب الاخوان و معارضيها الإسلامين القدرة على اتهامها انها علمانية كافرة، فبدل من العمل الجاد لإثبات انها الأفضل نجد الحكومة تشغل نفسها بأمور الحريات الشخصية سواء في القبض على مثليين و محاربة الشذوذ الجنسي او عملها للقضاء علي الدعارة عن طريق منع الاختلاط في النوادي الصحية. الحكومة المصرية تقوم بدور هيئة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر. 

انطوني شديد، الكاتب الامريكي من أصول لبنانية الذي رحل عن عالمنا منذ عامين كتب العديد من المقالات و الكتب عن الشرق الأوسط و تعلم اللغة العربية باللهجة المصرية، أقام في مصر و العراق سنوات  و ايضا في لبنان و فلسطين و اسرائيل. شديد وصل الي قناعة ان العدل و العدالة هم الأهم عند الناس في دول الشرق الأوسط. قد تتقبل الشعوب الديكتاتورية و قد تتقبل اللادينية و قد تتقبل الفساد المالي و السياسي و لكن الظلم و الإحساس بالقهر هو ما يحرك الشعوب. 

الحكومة المصرية مشغولة بمحاربة الدعارة و الشذوذ الجنسي و الإلحاد، الحكومة المصرية تحارب الاخوان و الإسلامين بتطبيق إرادتهم الاجتماعية و بدل ان تدافع عن الحريات تقوم هي بسلبها و بنفس طرقهم. و لكن الشعب يري صورة علاء عبد الفتاح سيف في جنازة والده و يرى الظلم و العدالة المفقودة. وجه علاء الحزين المقهور يطارد السيسي و حكومته. 

حتمية الفشل في مواجهة الحكومة للدعارة و الشذوذ و الإلحاد امر عابر للأغلبية العظمى من الناس، يدافع من يدافع و يهاجم من يهاجم، مواجهة مملة تكلف الحكومة الكثير و لا تكسبها شي في الواقع. الحكومة جادة في العمل لحل العديد من المشاكل و لكنها تفقد تلك الجدية في دخولها في صراعات غبية و عندئذ ينظر الناس الي وجه علاء الحزين و يرون الظلم البشع و العدالة الغائبة. 

أيمن عاشور 

Saturday, August 09, 2014

جنة غزة

كان ممكن غزة تكون مكان جميل، حاجة تثبت ان في بديل حقيقي لدولة تمييزية مثل اسرائيل. كان ممكن غزة تكون مكان فيه نواة لاقتصاد فلسطيني مستقل و جامعات و مستشفيات و مطار و ميناء. كان ممكن غزة تكون مثل سنغافورة او موناكو او ليختنشتين مكان يجزب الناس و الشركات و يكون خلافها مع مصر و اسرائيل عن التهرب الضريبي. 

ولكن غزة تحولت الي مكان تعيس، أهل غرة المسيحين حظهم ممتاز انهم مش تحت سيطرة داعش و لكن فقدوا حقوق المواطنة .. الحقيقة المرة ان المسيحين الفلسطنيين في حيفا بيفضلوا انهم يكونوا مواطنين درجة ثانية في اسرائيل عن درجة ثالثة في غزة. معظم مسيحين غزة تركوها. المسيحين في بيت لحم او رام الله رغم المعاناة مع سلطات الاحتلال برضة حياتهم أفضل من غزة. و طبعا حياة كل من يعارض حماس سواء كان فتح او يساريين و شيوعيين في غزة برضه زفت.  

و رغم كل مصائب حماس و حروبها الا انها حققت حلمها الأساسي وهو منع المشروبات الكحوليه. العملة الرسمية في غزة لا زالت الشكل الاسرائيلي و الرواتب و التجارة بالشكل الاسرائيلي و الاعتماد علي الاقتصاد الاسرائيلي تام و لكن حماس جادة في محاربة تهريب المشروبات الكحولية الي غزة. 

المحزن ان اسرائيل لا ترغب في وجود بديل لحماس في غزة و ان مصر كمان أكيد و صلت لقناعة ان الاخوان و حماس ممكن يسيطروا عن التطرف الديني بتنظيمهم و سيطرتهم علي الخطاب الديني. 

اليوم غزة للأسف الشديد عاصمة الفشل و التعاسة و الحزن في العالم. و لكن حماس تتحدث عن انتصارها و نجاحها و حلمها بتحرير فلسطين من النهر الي البحر و لكن لن تجد فلسطيني واحد من اي مكان في الدنيا غير المؤيدين للإسلام السياسي و حماس يرغب في الحياة تحت حكم حماس في غزة. 

دعنا نتحدث عن الفشل الحقيقي و نسميه باسمه الحقيقي، دعنا نتحدث عن الهزيمة المستمرة و فقدان الحلم بدولة واحدة تشمل كل الأديان و الآراء ... دعنا نتحدث عن نجاح حماس في زيادة أعداد غير اليهود في الجيش الاسرائيلي من بدو مسلمين و دروز و أقلية حديثة من المسيحين .  

طبعا انا عارف ان في هذا الوقت انتقاد حماس اما يكون نتيجة للسقوط في خندق الاعلام الشمولي الموجة من نظام السيسي او صهاينة عرب و مصريين بيبانوا علي حقيقتهم و لكن سيبك مني انا كشخص و أهدافي و بص علي الكلام المكتوب و فكر فيه شويه 

أيمن عاشور

Monday, July 14, 2014

الصراحة مع الشعب


كتبت من قبل عن توقعاتي الاقتصادية لمصر عقب قرارات رفع الدعم عن البنزين و الكهرباء و عن ادعاء الحكومة المصرية بأنها الحكومة التكنوقراطية التي تفعل الصواب وما هو لمصلحة البلاد و لكنها غير مسؤولة عن إقناع الشعب بسياستها. الحديث يدور عن محاولات مختلفة لدعم الفقراء بالعديد من السلع ونقل الدعم من البترول الي الشاي و السكر و الأرز و البيض الخ. لم أقراء شيئ عن حتمية ازدياد الفقر في مصر في السنوات المقبلة  و لم أسمع من الحكومة حديث بصراحة عن حتمية زيادة المعاناة و انه لا خيار او اي طريق اخر يمكن ان يصل الى نتيجة أفضل للفقراء. 

لا أنادي بزيادة معاناة الفقراء و زيادة الفقر في مصر و لكني ارى انها النتيجة الوحيدة لتدهور الوضع الاقتصادي بمصر منذ ٢٥ يناير ٢٠١١. التدهور الأمني أدي الي انهيار السياحة و صعوبة شديدة في العديد من الأنشطة الاقتصادية و بما فيها تصدير المصنوعات و المنتجات الزراعية حيث كان من الطبيعي ان يلجأ من يستورد المنتجات المصرية الي بديل مضمون فالجميع يسمع عن تدهور الأمن و حتى زيارات العمل الي مصر مثلها مثل السياحة انهارت، كيف يضع مستورد لسلع مصر ثقته في بلد في وضع خطر فهو يخشى على نفسه الزيارة. ماذا يحدث لدولة عندما تتدهور معدلات إنتاجيتها الاقتصادية ؟ تزيد الأسعار و تتدهور العملة و تزيد البطالة و يزيد الفقر. هذه هي النتيجة الطبيعية لما حدث في مصر و هذا للأسف ما لم يقولوه أيا من مرشحي الرياسة و ما لم تجاهر به الحكومة الي الان.  

لماذا تقع الكارثة الاقتصادية على الفقراء الذين لا يتحملون معاناة إضافية ؟ و هنا نتسائل لماذا الفقير فقير؟ لانه لا يملك رأسمال ، و لانه لا يملك مهارات مطلوبة في السوق و لان إنتاجه الاقتصادي ضعيف و بناء علي ذلك فهو فقير. عندما نقراء عن المجاعات في افريقيا التي تودي بحياة الملايين، من يموت بتلك المجاعات؟ انهم الفقراء بالطبع فقراء رأسمال و فقراء المهارات و فقراء الانتاج. 

وماذا عن العدالة الاجتماعية و هل من الممكن ان يتحمل الأغنياء في المجتمع التدهور الاقتصادي لحماية فقراء مصر من خطر التشرد و المجاعة؟ من الطبيعي ان يتحمل الأغنياء اعباء اكثر من الفقراء و لكن ما اسهل هروب راس المال و المهارات .. و اذا حاولت الدولة ان تضع اعباء التدهور الاقتصادي علي اغنى ١٪ او ٥٪ في المجتمع هل سيكون هذا كافيا لحماية فقراء مصر؟  الإجابة بالطبع لا و هنا نعود الي تجارب الخمسينات و الستينات في مصر و العديد من دول العالم ، حركات التأميم التي فشلت و أدت الي نتائج اقتصادية سلبية في مختلف دول العالم من الاتحاد السوفيتي الي السويد و من الصين الي بريطانيا. هذه هي طبيعة الحياة و طبيعة الحركة الاقتصادية في العالم كله. حتما يجب على أغنياء مصر ان يتحملون أعباء إضافية اكثر من الطبقات المتوسطة و فوق المتوسطة و علي هؤلاء ان يتحملو أعباء اكثر من الفقراء و لكن في النهاية هناك حتمية ان الأعباء ستقع علي الجميع و ان الغني سيكون اقل غناء و ان الفقير سيزيد فقرا و معاناة. الحكومة تترك المجال مفتوح بلا مناقشة حقيقية و بلا مصارحة ووضوح. يجب على الحكومة الحديث بشفافية عن أهمية النشاط الاستهلاكي في الحركة الاقتصادية و صعوبة تحقيق قدر اكبر من العدالة الاجتماعية في مرحلة انهيار اقتصادي. يجب على الحكومة الحديث بجدية عن الفساد و ان محاربة الفساد لا تعني محاربة الأغنياء. 

هذه الحقائق يجب ان تضعها الحكومة  أمامنا، حقائق يجب ان تشرحها الحكومة للشعب مثل ما حدث في اليونان و بلاد اخرى. وفي نفس الوقت تجد مصر نفسها في حالة عدم استقرار سياسي و هنالك ايضا مشكلة اكبر و هي حالة الحرب. البعض يدعي ان مصر ليست في حالة حرب و لكن نزاع على السلطة بين الجيش و الاخوان و اخرون ينظرون ألي داعش و الدولة الإجرامية التي أسستها داعش و ينظرون الي ليبيا و سوريا و يرون ان مصر في حالة حرب مصيرية. و هنا ايضا يجب علي عبد الفتاح السيسي و حكومته التي تدعي التكنوقراطية الحديث بصراحة عن الوضع الأمني. تحدث السيسي عن طموحة لمصر و انها ستكون " آد الدنيا" و لكنه لم يتحدث بوضوح عن خوفه عن انهيار مصر ككيان و دولة. 

المدافعون عن السيسي يتحدثون عن خوفهم من سقوط الدولة و عن الأجرات القمعية ضرورة لإنقاذ الدولة و لكن لم اسمع السيسي نفسه يتحدث عن الإخطار بوضوح و لكن في بعض الأحيان بالإيحاء. و معارضي السيسي يدعون ان خطر الإرهاب محدود للغاية و ما هو الا وسيلة للقمع و اعادة بناء دولة شمولية بوليسية خاضعة. لماذا لا تصارحنا حكومة السيسي ببعض الحقائق؟ لماذا لا تجيب علي الأسئلة التالية: 

١- ما دليلكم علي تورط الاخوان في أنصار بيت المقدس و سيناء و العمليات التكفيرين ضد المصريين؟ 
٢- ماذا يحدث في سيناء و كم عدد القتلي من المدنيين و الإرهابيين؟ 
٣- كيف تتوقعون وقف الشعب خلفكم في حرب مليئة بالسرية و الكتمان؟  

يجب على الحكومة معاملة الشعب كإنسان مدرك و ليس كطفل، تقول له أنصاف حقائق عن الوضع الاقتصادي و الأمني. طرق التواصل بين الحكومة و الشعب تذكرني بأنور السادات بعهد قديم، مرت عليه سنوات طويلة، قبل ثورة العولمة و ثورة التواصل الاعلامي و ثورة التواصل الاجتماعي. لن تنجح حكومة السيسي في اي من معاركها الاقتصادية او السياسية او الأمنية بدون تواصل حقيقي مع الشعب، تواصل موديل ٢٠١٤ و ليس تواصل موديل ١٩٧١ 

Sunday, February 23, 2014

لماذا فشلت ثورة يناير

اعتقد ان ما اكتبه هنا سوف يغضب العديد من أصدقائي الثوريين الذين أعطوا الكثير لثورة ٢٥ يناير وارتبطوا بمعانيها و أحداثها. أبدء  تحليلي لما أراه الان في مصر بالعودة الي شعار الثورة: عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية .. كرامة إنسانية .. شعار توافقي جميل يبدأ بكلمة عيش لانها كلمة بسيطة و جميلة و الموافقة عليها مضمونة .. كلمة ستجذب الفقراء و كل من يناضل للحصول على لقمة العيش ... كم من مرة حاولت ان أترجم عمق كلمة عيش للغة الانجليزية .. عيش من عاش أقوى من خبز .. العيش هو الحياة .. من لايؤمن بكلمة عيش ... من المؤكد ان كبار عتاولة نظام مبارك لا يعارضوا في كلمة عيش و من الطبيعي ان الاخوان و الحركات الاسلامية تؤيد شعار كذلك ... نترك كلمة حرية و نصل الي عدالة اجتماعية، ما هي بالضبط؟ هل هي اشتراكية و اعادة توزيع الثروات ام هي مساعدة الغني للفقير، من يعترض على كلمة عدالة اجتماعية؟ الاخوان المسلمون بمفهومهم الرأسمالي يؤمنون بها و كذلك الحزب الوطني و أقطابه. 


كلمات مثل الديمقراطية و المساوة كانت غائبة من شعارات الثورة ...لماذا تركنا ما نريده حقيقة و هو فعلا نظام ديمقراطي يكفل حقوق الانسان و ذهبنا الى شعارات مطاطية ؟؟ الإجابة واضحة وهي ان ما يسمي بالحركات الثورية قامت بحساب سياسي و اختارت شعارات يستجيب اليها الشعب و لا تغضب الحركات الاسلامية .. و من هنا كانت بداية فشل و إجهاض الثورة على أيدي من قام بها. دعنا نعود بذاكرتنا الي اليوم الثامن عشر من الثورة، يوم تنحي مبارك عن السلطة و دعنا نفترض ان الثورة التي أطاحت بمبارك كان شعارها حرية ديمقراطية مساوة ... لا اعتقد ان مشاركة الحركات الاسلامية تحت شعار الديمقراطية و المساوة كانت ممكنة و ربما ان الإطاحة بمبارك قد تكون مستحيلة دون مشاركة الاسلام السياسي ... اذا فان تلك النقطة التي يجب انت نتوقف أمامها .. هل ضحيت الثورة بمبادئها حتى تتخلص من مبارك و تحالفت مع الرجعية الدينية للتخلص منه ثم عادت و تحالفت مع الرجعية السياسية العقيمة للتخلص من الاخوان؟

اليوم نجني ثمار الشعارات المطاطية ... اليوم نجني نتيجة عيش حرية عدالة اجتماعية ... دعنا نقول ما نريده بصراحة و تكون الثورة ثورة علي الكذب و المراوغة ... نريد ديمقراطية و حقوق إنسان و مساوة و حرية .. و بهم سنحصل على ما نتوافق عليه من عدالة اجتماعية و طبعا عيش .....

ايمن عاشور
٢٣فبراير ٢٠١٤